والنواصب لَكِن لَيْسَ فِي الحَدِيث أَنه لَيْسَ للْمُؤْمِنين مولى سواهُ وَقد قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أسلم وغفار ومزينه وجهينة وقريش وَالْأَنْصَار موَالِي دون النَّاس لَيْسَ لَهُم مولى دون الله وَرَسُوله
قَالَ الثَّالِث قَوْله أَنْت مني بِمَنْزِلَة هَارُون من مُوسَى إِلَّا أَنه لَا نَبِي بعدِي
وَمن جملَة منَازِل هَارُون أَنه كَانَ خَليفَة لمُوسَى وَلَو عَاشَ بعده لخلفه
وَلِأَنَّهُ خَلفه مَعَ وجوده وغيبته مُدَّة يسيرَة فَعِنْدَ مَوته تطول الْغَيْبَة فَيكون أولى بِأَن يكون خَليفَة الْجَواب هَذَا الحَدِيث فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقَالَهُ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزْوَة تَبُوك وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا غَابَ عَن الْمَدِينَة يسْتَخْلف عَلَيْهَا رجلا فَلَمَّا كَانَ فِي غَزْوَة تَبُوك لم يَأْذَن لأحد فِي التَّخَلُّف فَمَا تخلف عَنهُ إِلَّا مَعْذُور بِالْعَجزِ أَو مُنَافِق وَأُولَئِكَ الثَّلَاثَة كَذَا كَانَ الإستخلاف فِي غَزْوَة الْفَتْح أَيْضا وَفِي حجَّة الْوَدَاع فَمَا علميا من يذكر تخلف وَلم يبْق بِالْمَدِينَةِ طَائِفَة من الْمُؤمنِينَ وَكَانَ هَذَا الإستخلاف دون الإستخلافات الْمُعْتَادَة مِنْهُ فَخرج عَليّ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبكي وَقَالَ أتخلفني مَعَ النِّسَاء وَالصبيان وَقيل إِن بعض الْمُنَافِقين طعن فِيهِ وَقَالَ إِنَّمَا خَلفه لِأَنَّهُ فَبين لَهُ الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي إِنَّمَا أستخلفتك لأمانتك عِنْدِي وَإِن الإستخلاف لَيْسَ ببغض فإت مُوسَى اسْتخْلف هَارُون على قومه فطيب قلبه
وَلم يكن الإستخلاف كإستخلاف هَارُون لِأَن ذَلِك كَانَ على كل قوم مُوسَى وَذهب هُوَ للمناجاة وإستخلاف عَليّ كَانَ على من ذكرنَا وَسَائِر الْمُسلمين كَانُوا مَعَ نَبِيّهم
وَقَول الْقَائِل هَذَا بمنزله هَذَا أَو مثل هَذَا أَو كَهَذا تَشْبِيه للشَّيْء بالشَّيْء وَيكون بِحَسب مَا دلّ عَلَيْهِ السِّيَاق وَلَا تَقْتَضِي الْمُسَاوَاة فِي كل شَيْء أَلا ترى إِلَى مَا ثَبت من قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَدِيث الأساري حِين اسْتَشَارَ أَبَا بكر فَأَشَارَ بِالْفِدَاءِ وَاسْتَشَارَ عمر فَأَشَارَ بِالْقَتْلِ فَقَالَ مثلك يَا أَبَا بكر مثل إِبْرَاهِيم إِذْ قَالَ (فَمن تَبِعنِي فَإِنَّهُ مني وَمن عَصَانِي فَإنَّك غَفُور رَحِيم) وَمثلك يَا عمر مثل نوح إِذْ قَالَ (رب لَا تذر على الأَرْض من الْكَافرين ديارًا) الحَدِيث