قَالَ الْبُرْهَان الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ قَوْله (وَمن عِنْده علم الْكتاب) عَن ابْن الْحَنَفِيَّة قَالَ هُوَ عَليّ
وَفِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ عَن عبد الله بن سَلام قَالَ قلت من ذَا الَّذِي عِنْده علم الْكتاب فَقَالَ إِنَّمَا ذَاك عَليّ
قُلْنَا أَيْن صِحَة النَّقْل بِهَذَا عَنْهُمَا وَمَا هما بِحجَّة مَعَ مُخَالفَة الْعلمَاء
كَيفَ وَهَذَا كذب عَلَيْهِمَا بَاطِل فَلَو كَانَ المُرَاد عَليّ لَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يستشهد على الْكفَّار بإبن عَمه وَلَو شهد لَهُ بالرسالة لما كَانَ حجَّة عَلَيْهِم وَلَا حصل لَهُم دَلِيل ينقادون لَهُ ولقالوا إِنَّمَا الَّذِي عِنْد ابْن عمك عَليّ مُسْتَفَاد مِنْك فَتكون أَنْت الشَّاهِد لنَفسك وَلَعَلَّه داهنك وحاباك وَأَيْنَ بَرَاءَته من التُّهْمَة بذلك وَأما أهل الْكتاب الَّذين عِنْدهم علم بِهِ إِذا شهدُوا بِمَا تَوَاتر عِنْدهم عَن الْأَنْبِيَاء كَانَت شَهَادَتهم نافعة كَمَا لَو كَانَ الْأَنْبِيَاء موجودين وشهدوا لَهُ لِأَن مَا ثَبت بالتواتر فَهُوَ بِمَنْزِلَة شَهَادَتهم أنفسهم وَلِهَذَا نَحن نشْهد على الْأُمَم مِمَّا علمناه من جِهَة نَبينَا
ثمَّ إِن الله تَعَالَى ذكر الإستشهاد بِأَهْل الْكتاب فِي أَمَاكِن كَقَوْلِه تَعَالَى (وَشهد شَاهد من بني إِسْرَائِيل) وَقَالَ (فَإِن كنت فِي شكّ مِمَّا أنزلنَا إِلَيْك فاسأل الَّذين يقرأون الْكتاب من قبلك)
ثمَّ هَب أَن عليا هُوَ الشَّاهِد أيلزم أَن يكون هُوَ أفضل الصَّحَابَة فَكَمَا أَن أهل الْكتاب الَّذين يشْهدُونَ بذلك كَعبد الله بن سَلام وسلمان وَكَعب الْأَحْبَار وَغَيرهم لَيْسُوا بِأَفْضَل من البَاقِينَ فَكَذَا هَذَا
قَالَ الْبُرْهَان الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ قَوْله (يَوْم لَا يخزي الله النَّبِي وَالَّذين آمنُوا مَعَه) عَن ابْن عَبَّاس قَالَ أول من يلبس من حلل الْجنَّة إِبْرَاهِيم بخلته وَمُحَمّد لِأَنَّهُ صفوة الله ثمَّ عَليّ يزف بَينهمَا إِلَى الْجنان ثمَّ قَرَأَ (يَوْم لَا يخزي الله النَّبِي وَالَّذين آمنُوا مَعَه)
قُلْنَا قبح الله من اختلق هَذَا على ابْن عَبَّاس الَّذِي نجزم بِأَنَّهُ مَا قَالَه
ثمَّ النَّص عَام فِي الْمُؤمنِينَ فَلَا تثبت بهَا أَفضَلِيَّة وَاحِد
قَالَ الْبُرْهَان الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ (إِن الَّذين آمنُوا وَعمِلُوا الصَّالِحَات أُولَئِكَ هم خير الْبَريَّة) روى أَبُو نعيم بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت هَذِه الْآيَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعَلي هم أَنْت وشيعتك يأْتونَ يَوْم الْقِيَامَة راضين وَيَأْتِي