الْجَواب الْمُطَالبَة بِصِحَّة النَّقْل فَإنَّك زعمت أَن أَحْمد بن حَنْبَل رَوَاهُ وَإِنَّمَا ذَا من زيادات الْقطيعِي رَوَاهُ عَن إِبْرَاهِيم بن شريك عَن زَكَرِيَّا بن يحيى الْكسَائي حَدثنَا عِيسَى عَن عَليّ ابْن بذيمة عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس فَهَذَا كذب على ابْن عَبَّاس فَإِن زَكَرِيَّا لَيْسَ بِثِقَة والمتواتر عَن ابْن عَبَّاس تفضيله الشَّيْخَيْنِ على عَليّ وَله معاتبات ومخالفات لعَلي

وَلما حرق عَليّ الزَّنَادِقَة قَالَ لَو كنت أَنا لقتلتهم لنهي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يعذب بِعَذَاب الله

اخرجه البُخَارِيّ

ثمَّ هَذَا الْكَلَام مَا فِيهِ مدح لعَلي فقد قَالَ تَعَالَى (يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لم تَقولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ) فَإِن كَانَ عَليّ رَأس هَذِه الْآيَة فقد عاتبه الله وَهُوَ مُخَالف لما فِي حَدِيثك من أَن الله مَا ذكره إِلَّا بِخَير

وَقَالَ (يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا عدوي وَعَدُوكُمْ أَوْلِيَاء) وَثَبت أَنَّهَا نزلت فِي حَاطِب بن أبي بلتعة وأمثال هَذَا كثير وَإِنَّمَا اللَّفْظ شَامِل للْمُؤْمِنين

وَفِي بعض الْآيَات آيَات عمل بهَا نَاس قبل عَليّ وفيهَا آيَات لم يعْمل بهَا عَليّ

وقولك لقد عَاتب الله الصَّحَابَة وَمَا ذكر عليا إِلَّا بِخَير كذب ظَاهر فَمَا عَاتب أَبَا بكر فِي الْقُرْآن قطّ

وَعَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ فِي خطبَته أَيهَا النَّاس اعرفوا لأبي بكر حَقه فَإِنَّهُ لم يَسُؤْنِي يَوْمًا قطّ

وَهَذَا بِخِلَاف خطْبَة بنت أبي جهل فقد خطب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْخطْبَة الْمَعْرُوفَة وَمَا حصل مثل هَذَا فِي حق أبي بكر قطّ

وَأَيْضًا فعلي لم يكن يدْخل فِي الْأُمُور الْكِبَار مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا كَانَ يدْخل مَعَه أَبُو بكر وَعمر فَإِنَّهُمَا كَانَا كالوزيرين وَعلي صَغِير فِي سنّ ولديهما

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَليّ لما مَاتَ عمر جَاءَ عَليّ فَقَالَ وَالله إِنِّي لأرجو أَن يحشرك الله مَعَ صاحبيك فَإِنِّي كنت كثيرا مَا أسمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول دخلت أَنا وَأَبُو بكر وَعمر وَخرجت أَنا وَأَبُو بكر وَعمر وَذَهَبت انا وَأَبُو بكر وَعمر

وَقد شاور عليا فِي أَمر يَخُصُّهُ كَمَا شاوره فِي قصَّة الْإِفْك فِي شَأْن عَائِشَة فَقَالَ لم يضيق الله عَلَيْك وَالنِّسَاء سواهَا كثير وسل الْجَارِيَة تصدقك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015