قَالَ الْبُرْهَان السَّابِع عشر قَوْله تَعَالَى (الَّذين آمنُوا وَهَاجرُوا وَجَاهدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وأنفسهم أعظم دَرَجَة) الْآيَة

روى رزين بن مُعَاوِيَة فِي الْجمع بَين الصِّحَاح السِّتَّة أَنَّهَا نزلت فِي عَليّ فَيكون أفضل وَيكون هُوَ الإِمَام

الْجَواب الْمُطَالبَة بِصِحَّة النَّقْل ورزين قد يزِيد أَشْيَاء من عِنْده

بل الَّذِي فِي الصَّحِيح مَا رَوَاهُ النُّعْمَان بن بشير قَالَ كنت عِنْد مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ رجل لَا أُبَالِي أَن لَا أعمل عملا بعد الْإِسْلَام إِلَّا أَن أسْقى الْحَاج وَقَالَ آخر لَا أُبَالِي أَن لَا أعمل عملا بعد الْإِسْلَام إِلَّا أَن أعمر الْمَسْجِد الْحَرَام وَقَالَ آخر الْجِهَاد فِي سَبِيل الله أفضل مِمَّا قُلْتُمْ

فزجرهم عمر وَقَالَ لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم عِنْد مِنْبَر رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَكِن إِذا صليت الْجُمُعَة دخلت فاستفتيته فِيمَا اختلفتم فِيهِ فَأنْزل الله تَعَالَى (أجعلتم سِقَايَة الْحَاج وَعمارَة الْمَسْجِد الْحَرَام كمن آمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر وجاهد فِي سَبِيل الله) الْآيَة

رَوَاهُ مُسلم

فَهَذَا يَقْتَضِي أَن قَول عَليّ الَّذِي فضل بِهِ الْجِهَاد على السدَانَة والسقاية أصح من قَول من فضل السدَانَة والسقاية وَأَن عليا كَانَ أعلم بِالْحَقِّ فِي هَذِه الْمَسْأَلَة مِمَّن نازعه فِيهَا

وَهَذَا عمر قد وَافق ربه عزوجل فِي عدَّة أُمُور يَقُول شَيْئا وَينزل الْقُرْآن بموافقته مقَام إِبْرَاهِيم والحجاب وأسارى بدر وَقَوله (عَسى ربه إِن طَلَّقَكُن أَن يُبدلهُ أَزْوَاجًا خيرا مِنْكُن)

وهب أَن عليا اخْتصَّ بمزية فَمَا ذَلِك من خَصَائِص الْإِمَامَة وَلَا بِمُوجب أَن يكون أفضل الْأمة فَإِن الْخضر لما علم مسَائِل لم يعلمهَا مُوسَى لم يكن أفضل من مُوسَى

بل هَذَا الهدهد قَالَ لِسُلَيْمَان نَبِي الله (أحطت بِمَا لم تحط بِهِ)

بل الْآيَة بِأبي بكر أولى من عَليّ فَإِن عليا كَانَ فَقِيرا لَا مَال لَهُ وَأَبُو بكر أنْفق فِي سَبِيل الله

قَالَ الْبُرْهَان الثَّامِن عشر قَوْله تَعَالَى (إِذا نَاجَيْتُم الرَّسُول فقدموا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015