قَالَ وَقَالَ عمر كَانَت بيعَة أبي بكر فلته وقى الله شَرها فَمن عَاد إِلَى مثلهَا فَاقْتُلُوهُ

قُلْنَا هَذَا القَوْل الْأَخير إفتراء وَكذب وَإِنَّمَا قَالَ وَلَيْسَ فِيكُم من تقطع إِلَيْهِ الْأَعْنَاق مثل أبي بكر

وَمَعْنَاهُ أَن بيعَة الصّديق بودر إِلَيْهَا من غير إنتظار وتريث لكَونه كَانَ مُتَعَيّنا

قَالَ وَقَالَ أَبُو بكر لَيْتَني كنت سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَل للْأَنْصَار فِي هَذَا الْأَمر حق قُلْنَا هَذَا كذب

ثمَّ نقُول هَذَا يقْدَح فِيمَا تَدعُونَهُ من النَّص على عَليّ إِذْ لَو كَانَ نَص صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على عَليّ لبطل حق الْأَنْصَار وَغَيرهم

قَالَ وَقَالَ عِنْد إحتضاره لَيْت أُمِّي لم تلدني يَا لَيْتَني كنت تبنة فِي لبنة

مَعَ أَنهم رووا أَنه مَا من محتضر إِلَّا وَيرى مَقْعَده من الْجنَّة وَالنَّار

قُلْنَا وَهَذَا عَنهُ بَاطِل بل قَالَ لما إحتضر وتمثلت عَائِشَة بقول الشَّاعِر

(لعمرك مَا يُغني الثراء عَن الْفَتى ... إِذا حشرجت يَوْمًا وضاق بهَا الصَّدْر)

فكشف عَن وَجهه فَقَالَ لَيْسَ كَذَلِك وَلَكِن قولي (وَجَاءَت سكرة الْمَوْت بِالْحَقِّ ذَلِك مَا كنت مِنْهُ تحيد)

وَأما قَول لَيْت أُمِّي لم تلدني فَنقل عَنهُ أَنه قَالَه فِي صِحَّته وَمثل هَذَا نقل عَن جمَاعَة من السّلف قَالُوهُ خوفًا وهيبة وفرقا من الله وروى الإِمَام أَحْمد عَن أبي ذَر أَنه قَالَ وَالله لَوَدِدْت أَنِّي شَجَرَة تعضد وَقَالَ عبد الله بن مَسْعُود لَو وقفت بَين الْجنَّة وَالنَّار فَقيل لي أختر فِي أَيهمَا تكون أَو تكون رَمَادا لأخترت أَن أكون رَمَادا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015