639- حدثنا أبو عبد الله محمد بن موسى، ثنا محمد بن نصر بن سليمان، ثنا محمد بن أبي عمرو، عن أبي عاصم، حدثني أبي، عن جدي قال: أرسل الحجاج إلى الحسن بن أبي الحسن، فأتاه وهو جالس في قبة والثلج يقطر من فوقه، فقال لي: يا حسن أنت القائل: اتخذوا عباد الله خولاً ودين الله دغلاً ومال الله دولاً والفيء مغنماً والزكاة مغرماً، يأخذونه من غير حله وينفقونه في غير حقه، قال: قلت: نعم , قال: وما حملك على ذلك، قلت: قول الله تعالى {وإذ أخد الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه {قال: أما علمت أن للشيطان وقاراً، فقلت: تلك للعادلة منهم، فقال: كذبت، قلت: هكذا حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن السلطان ظل الله في الأرض من نصحه اهتدى ومن غشه غوى) إذا كان عادلاً، قال: النطع والسيف، قلت: ركعتان أتجوز فيهما، قال: قم إليهما، فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، ورب يسن وطه وكهيعص، ادرأ عني شر عبدك الحجاج، فأظلم عليه بصره، فقال لي: يا أبا سعيد ادع الله أن يرد علي بصري وأنت

ق 1408 (أ)

من شري آمن، فقلت: اللهم إن كان عبدك الحجاج صادقاً فرد عليه بصره، فرد الله عليه بصره، ثم دعا بالعوالي، فجاءت جارية فحسرت العمامة عن رأسي وصب علي الغوالي، ثم قال لي: يا أبا سعيد نعم المؤدب أنت، لا تدع عنا الاختلاف علينا، فخرج من عنده واستقبله صاحباه ثابت البناني وآخر، وقد حملا الأكفان، فقال الحسن: كلا إني دخلت على عبد من عبيد الله قلبه بيد الله، فدعوت الله عليه فكفانيه الله، قال أبو عاصم: فهكذا أولياء الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015