ق 1378 (أ)
• وأخبرنا أبو القاسم زنكي بقراءتي عليه قلت له: أخبركم أبو عبيد الله الحسين بن محمد بن الحسن العلوي الطبري قراءةً عليه وأنت تسمع قال (1) وزير أبي الحسن بن بويه من أفاضل الوزراء ركب يوماً في شدة البرد في الشتاء فرأى في شاطئ الدجلة صياداً قائماً (2) فقال لحاجبه: هذه مائة دينار احملها إليه فإنه لم يخض في الماء في هذا البرد الشديد إلا لضرورة، وقل له استعن بهذه الدنانير وانصرف إلى أهلك، فجاء الحاجب وصاح به فلم يجبه وتزاحم الناس على الشاطئ للنظارة فقرب الحاجب منه وسلم عليه وقال له: أثقيل السمع يا رجل فلم يلتفت إليه، وقال: أنا صحيح الجوارح والحمد لله، فقال: ازدحم الناس يتصاحون وأنت مطرق رأسك لا تبالي؟ فقال: هؤلاء بطالون فيما لا يحتاج إليه وما لي في ذلك من حاجة، فقال الحاجب، إن مولانا رآك على هذه الحالة فرحمك وأمر لك بهذه الدنانير مائة صحاح، فقال: ومن مولاك يا عبد الله؟ قال: مولاي الوزير أبو محمد، قال: لا بل مولانا ومولاه الله تعالى، فأما رحمته بنا فأنا أولى أن أرحمه لأنه اجتمع عليه أثقال هذه الأعمال في الدنيا وأوزارها في الآخرة، وأما ما أنفد إلى لا يخلوا من أحد أمرين، إما يريد الله تعالى أو السمعة، فإن أراد الله تعالى يرد على الذين غصبهم وإن أراد السمعة يفرقا في مائة نفر فتظهر في الأسواق وتكون أعظم لذكره فإني رجل خامل ولا حاجة في فيها وأنا من ربي بخير، فأراد الحاجب أن يجيبه فلم يلتفت إليه ولم يسمع كلامه فانصرف الحاجب بالدنانير.
ق 1378 (ب)
منتقى من المسموع بمرو
ق 1379
جزء منتقى مما سمعناه بمرو
وقف الحافظ ضياء الدين أبي عبد الله بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي رحمه الله ورضي عنه،