• حدثني الحسين بن الفضل الحافظ، ثنا إبراهيم بن محمد بن صالح، ثنا إبراهيم بن إسحاق الأنصاري، حدثني عمر بن محمد النسوي، ثنا أحمد بن عبد الله القومسي قال: بلغني أن قوماً أدلجوا من منزل فارتفعوا إلى رأس جبل عليه عابد فأشرف عليهم، فقال: أين يريد الركب؟ قالوا: إلى موضع كذا وكذا من الدنيا، قال: أمر توقنونه؟ قالوا: لا، فقال: لكن العاقلون عن الله عز وجل رحلوا إلى أمر يوقنونه، ثم قال: أواه، فقلنا: من أي شيء تأوهت؟ قال: ذكرت فرحة قلوب الواصلين ولذة عيش المتناجين، فقلنا: فما الذي يوصل إلى هذا الأمر؟ قال: الطلب له، فقلنا له: عظنا، فقال: إن النداء لا ينقذ الغرقى، قلنا: فما الذي ينقذهم؟ قال: طرح ما في القلوب والأبدان من حب الدنيا، فقلنا له: أو ما تضيق نفسك من الوحدة؟ فقال: إن الذي تضيق منه النفوس في الوحدة قد طرحته عن نفسي وإنما أنا رجل أدرك ضالته فهو يحفظها، قلنا: وما هذه الضالة التي أدركتها؟ قال: ذكر العارفين وورع الخاشعين ووله المحزونين، فقلنا: ما أمتركم -ولعله أصبركم- أيها العباد على الحلوة والإنفراد، فقال: أنتم على مقارفة الذنوب أصبر منا نحن قوم أوقفتنا ذنوبنا وطيرت صيحة النداء بالعرض على الله عز وجل عقولنا، ثم صاح من الخائفين من المتحيرين إذا اضطربت أكباد العاصين وارتعدت أفئدة المقصرين ثم قال: واشوقاه، فقلنا

ق 1377 (أ)

له: من أنيسك في هذا الجبل؟ قال: قلبي، قلنا: فمن جليسك؟ قال: الصبر، فقال له رجل: عظني، قال: كل من حلال وارقد حيث شئت.

• وحدثني الحسين بن الفضل، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثني محمد بن يحيى الأزدي، حدثني داود بن المجبر، ثنا الحسين بن واصل قال: سمعت ابن سيرين يقول: لو نعلم مكان درهم طيب لاشترينا به خبزاً نستشفي به لمرضانا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015