26- حدثنا أبو العباس محمد بن محمد البزناني إملاءً ببخارى، أنبأ الإمام أبو الفضل محمد بن الحسين المروزي، ثنا أبو بشر الفضل بن أحمد الأخرم المروزي، ثنا أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرناناني، ثنا لبيد بن محمد الكلبي، ثنا محمد بن الحسن الأسدي، عن عمر بن ذر قال: دخل رجاء بن حيوة على عمر بن عبد العزيز وهو مغتم، فقال: يا رجاء ابتلينا بما ترى فهل عندك فرع (1) ، فقال: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى لم يرضى لأحد من خلقه أن يكون فوقك في الدنيا، فلا ترضى لنفسك أن يكون أحد من خلقه أطوع منك، اجعل الناس أصنافاً ثلاثة، اجعل الشيخ بمنزلة الأب والأوسط بمنزلة الأخ والصغير بمنزلة الولد، فبر أباك وصل رحمك واعطف على رحمك، واعلم أنك أو خليفة تموت.
27- حدثنا الإمام عبد العزيز الحلواني، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي عمرو الحذاء المقرئ، ثنا أبو حامد الهمذاني، ثنا محمد بن الطيب، ثنا الأنصاري، عبد الله الجعفري هو ابن قسيم، عن مجالد، عن الشعبي قال: مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في بعض طرق المدينة فسمع امرأة تقول:
دعتني النفس بعد خروج عمرو إلى اللذات تطلع اطلاعا
فقلت لها عجلت فلن تطاعي ولو طالت اقامته رباعا
أحاذر أن أطيعك سب نفسي ومخزاة تحللني قناعا
فقال عمر رضي الله عنه بعد ما أتى بالمرأة: أي شيء منعك عن اللذات، قالت: الحياء، إكرام عرضي، فقال عمر رضي الله عنه: إن الحياء أبدل علي هنات ذات ألوان من استحيا استخفى، ومن استخفى اتقى، ومن اتقى وقى، فكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى صاحب زوجها فأقفله إليها.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) مرسومة هكذا وتحتمل أن تكون "منع أو فرغ" فالله أعلم