• فقال الفضيل فغيب عني جنونه ما سمعت من كلامه، فقلت له: يا فتى لول الرجاء لم أصبر، فقال: وأين مسكن الرجاء منك؟ قلت موضع مستقر هموم العارفين، فقال: أحسنت والله إنما هو قلب الهموم عمرانها وللأحزان أوطانها عرفته فاستأنست به وأحببته فارتحلت إليه، قال فضيل: فسمعت من كلامه ما قطعني عن جوابه، فقلت: رحمك الله عظني وأوجز، فقال لي: فضيل مثلك يقول هذا أما علمت أن لله جل ثناؤه عباداً قطعهم الجزع عن كلف الألسن، فقلت: الألسن من غير عي عن محاسن الوصف خوف العقاب واغتبطوا عند الله وإن حاجة أحدهم لتتردد في صدره لا يأذن لنفسه إطلاقها خوفاً من شر نفسه، فأصبحوا مع حسن هذه هذه الصفة في الدنيا محزونين مغمومين عقول صحيحة ويقين ثابت وألسن ذاكرة وجوارح معلقة وأرواح في الملكوت سارحة، ثم ولّى وهو يقول حسنت ظنك بالأيام إذ سلمت ولم تخف سوء ما يأتي به القدر وسلمتك الليالي فاغتررت بها وعند صفو الليالي يحدث الكدر.

• حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر بن سليمان بن دوان، حدثني عبيد الله بن يونس الزبعي قال: مر رجل من الصلحاء براهب بعد صلاة العصر وقد أخرج رأسه من صومعته وعيناه تذرفان بالدموع، فقال له: يا راهب، ما الذي يبكيك؟ قال: حق عرفته فقصدت عن طلبه ويوم مضى من أجلى لما قضى فيه أملي.

• أنشدني عبيد الله بن محمد بن إبراهيم، أنشدنا عمرو بن عثمان الصدفي

سبيلك في الدنيا سبيل مسافر ولا بد من زاد لك مسافر

ولا بد للأسفار من حمل عدة ولا سيما إن خفت صوله قاهر

فطرقك ليس كالطرق سلكها ففيها عقاب البعد صعب القناطر

• حدثنا علي هو ابن الحسين

ق 1346 (ب)

زاذويه الحذاء، أنبأ بشر بن موسى هو ابن عميرة، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد قال: إنما سمي الخضر لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015