• سمعت أبا محمد جعفر بن محمد بن نصير يقول: كنت ببيت المقدس، فرأيت رجلاً ملتفاً في عباءة نهاراً طويلاً، ثم سار ووثب ورفع رأسه إلى السماء، وقال: إيما أحب إليك تطعمني مضيرة وفالوذج وإلا كسرت قناديلك، قال: ثم رجع ونام، فقلت: إنا لله أما أن يكون سوداوي أو ولياً لله عز وجل مُدلّ، فينا أنا كذلك أفكر في أمره إذ أقبل رجل معه زنبيل كبير فجعل ينظر يمنة ويسرة حتى لمحه فقعد عند رأسه وقال له: اقعد فقعد فاخرج من الزنبيل مضيرة وفالوذج حار، فجعل الفقير يأكل حتى شبع، ثم قال: رد الباقي إلى صبيانك، فقام الرجل من عنده ومضى فتبعته وقلت له: سألتك بالله، هل بينك وبين هذا الفقير معرفة؟ فقال: لا والله، ولا رأيته إلا وقتي هذا، اشتهوا علي صبياني يوم أمس مضيرة وفالوذج حار، وأنا رجل حمال، فقلت: ما يمكنني اليوم فإن فتح الله بشيء فعلت فكسبت اليوم دينار، فاشتريت ما يصلح لهم من حوائج المضيرة والفالوذج، وغلبتني عيناي فنمت فهتف بي هاتف قم فاحمل هذه المضيرة والفالوذج إلى المسجد فاجعله بين يدي الرجل الملتف بالعباء، فأنا أصلحنا له فما بقى منه أطعمه لصبيانك، فانتبهت وقد قربت لنأكل فأخذته وجئت به إلى هذا النائم، قلت: لعل هو، قال الشيخ جعفر قلت له: قد وفقت إن شاء الله.
• حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن هارون الدهان، ثنا الحسن بن الصباح قال: سمعت سهل بن عبد الله يقول: من كان له سبب يتعلق به غير الله أو مأوى يأوي إليه غير الله، فقلبه محجوب عن الله، من ثقلت عليه الوحدة فهو مباعد عن باب الله , ومن أحب أن يطلع الخلق لما بينه وبين الله فهو غافل عن الله.
• حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب قال: سمعت محمد بن عبد الله خادم بشر بن الحارث يقول: سمعت بشراً يقول: سمعت وهيباً يقول: نظرنا في هذه الأحاديث والمواعظ فلم نجد شيئاً أرق لعلمت من قراءة القرآن في تدبر.
ق 1346 (أ)