على فراشه ذكر الله عز وجل، وكبر، حتى لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرًا، فلما مضت الثلاث الليالي، وكدت أن أحتقر عمله، قلت: ياعبد الله، لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة، ولكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لك ثلاث مرات: "يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلعت أنت الثلاث مرات، فأردت أن آوي إليك، فأنظر ما عملك، فأقتدي بك، فلم أرك عملت كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما هو إلا ما رأيت، فلما وليت دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا, ولا أحسد أحدا على خير أعطاه الله أياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، رواه أحمد بإسناد على شرط البخاري، ومسلم (?)، والنسائي، ورواته احتجا بهم أيضا إلا شيخه سويد بن نصر، وهو ثقة، وأبو يعلى، والبزار بنحوه، وسمى الرجل المبهم سعدا.

وقال في آخره: فقال سعد: "ما هو إلا ما رأيت يا ابن أخي، إلا أني لم أبت ضاغنا على مسلم" أو كلمة نحوها.

زاد النسائي في رواية له، والبيهقي، والأصبهاني: فقال عبد الله: "هذه التي بلغت بك، وهي التي لا نطيق".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015