وفي رواية: "فإذا أهْوَى ليأكلَ، فقومي إلى السِّراج حتى تطفئيه قال: فقعدوا وأكل الضيف، وباتا طاويينِ، فلما أصبح غَدَا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "قدْ عَجب اللهُ مِنْ صنِيعِكُما بضيْفِكُمَا" زاد في رواية فنزلت هذه الآية: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (?) رواه مسلم، وغيره.
1568 - وعن أبي شُرَيح خُوَيلدِ بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ كَانَ يؤْمِنُ بالله وَالْيَوْم الآخِر فَلْيُكْرِمْ ضيْفهُ، جَائزتُهُ يَوْم وَليْلَةٌ، والضيَافَةُ ثَلَاثَةُ أيَّامٍ، فَمَا كَانَ بَعْدَ ذِلِكَ فَهُوَ صَدَقةٌ، ولا يحِلُّ لهُ أَنْ يَثْوِي عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ" رواه مالك، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه.
قال الترمذي: ومعنى لا يَثْوِيَ: لا يقيم حتى يشتد على صاحب المنزل، والْحَرَجُ: الضيق، انتهى.
وقال الخطابي: معناه لا يحل للضيف أن يقيم عنده بعد ثلاثة أيام من غير استدعاء منه حتى يضيق صدره، فيبطل أجره، انتهى.
قال الحافظ المنذري: وللعلماء في هذا الحديث تأويلان:
أحدهما: أنه يعطيه ما يجوز به ويكفيه في يوم وليلة إذا اجْتَازَ به، وثلاثة أيام إذا قَصَدَه.
والثاني: يعطيه ما يكفيه يوماً وليلة يستقبلهما بعد ضيافته.