مِنْكمْ" فقالوا: بم نسميها؟ فقال: "سَمُّوها زَيْنَبَ". رواه مسلم، وأبو داود.
قال أبو داود: وغيَّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمَ العَاصِي، وَعَزيزٍ، وَعَتْلةَ، وَشيطانٍ، وَالحكَمِ، وَغرابٍ، وَخُبابٍ، وَشِهْاب، فسماه: هِشامًا، وَسَمَّى حَرْبًا سِلْمًا، وسمى المُضْطجعَ: المُنبعِث، وَأرْضًا تُسَمَّى عَفِرةً سَمَّاها: خَضِرة، وَشِعْبَ الضَّلَالَة سَمَّاهُ: شِعْبَ الهُدَى، وَبَني الزِّنيَةِ سَمَّاهُم: بَني الرِّشْدَةِ، وَسَمَّى وَبَني مُغْوِيَّةَ: بَني رِشْدَةَ. قال أبو داود: تركت أسانيدها اختصارًا.
[قال الخطابي:] أما العاصي، فإنما غيَّره كراهية لمعنى العصيان، وإنما سِمَة المؤمن الطاعة والاستسلام. والعزيز: إنما غيَّرَه لأن العزَّة لله، وشعار العبد الذلة والاستكانة. وَعَتْلة: معناها الشدة والغلظة، ومنه قولهم: "رجل عُتُلّ" أي شديد غليظ ومن صفة المؤمن اللين والسهولة، وشيطان: اشتقاقه من الشطن، وهو البُعْد من الخير، وهو اسم المارد الخبيث من الجن والإنس، والحكم: هو الحاكم الذي لا يُرَد حكمه، وهذه الصفة لا تليق إلا بالله تعالى، ومن أسمائه الحَكَم. وغراب: مأخوذ من الغرْب، وهو البعد، ثم حيوان خبيث المَطْعَم، وقد أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلَه في الحلّ والحرم. وحُباب - يعنى بضم الحاء المهملة، وتخفيف الباء الموحدة -: نوع من الحيّات، وروي أنه اسم شيطان. والشهاب: الشُّعْلة من النار، والنار عقوبة الله، وأما عَفِرَة - يعني بفتح العين، وكسر الفاء - فهي نعت للأرض التي لا تنبت شيئاً،