المهتدين بكتاب الله تعالى: قرأَ في التعقيب عليها قوله سبحانه: (أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَبِّهِمْ وَأولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (?).

ثم إِذا قرأَ وصف الذين كفروا، قرأَ في جزائهم: (خَتَمَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ، وَعَلى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ، وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (?).

ثم إِذا قرأَ أَوصاف المنافقين قرأَ في جزائهم: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى، فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) (?).

فإِذا انتقل إِلى الصفحة التالية وجد نداءً من الله للناس جميعاً أَن يتَّقوه ويوحِّدوه ولا يجعلوا له أَنداداً وشركاء، وأَن يؤمنوا بما أَنزل على عبده ورسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، متحدياً إِياهم بالقرآن، ثم يتلو ذلك بوعيد تنخلع له القلوب، ووعد تنجذب له الأَنفس، فيقول: (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا - وَلَن تَفْعَلُوا - فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ. وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرةٍ رِّزْقاً قَالُوا: هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهاً، وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ، وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (?).

ولا يقف الأَمر عند ما يتعلق بنعيم الآخرة وعذابها، بل يشمل الوعد والترغيب ما يتعلق بحسنة الدنيا وخيرها، كما يشمل الوعيد والترهيب ما يتعلق بشقاءِ الدنيا وآلامها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015