فعجب لها أَبو سعيد، فقال: أعِدْها عليَّ يا رسول الله، فأَعادها عليه، ثم قال:
"وَأُخْرَى يَرْفَعُ اللهُ بِهَا للْعَبْدِ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ مَا بَينَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرضِ" قال: وما هي يا رسول الله؟ قال: "الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ".
رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي.
717 - وعن أَبي بكر بن أَبي موسى الأَشعري - رضي الله عنه - قال: سمعت أبي وهو بحضرة العدو يقول: قال رسول آلله - صلى الله عليه وسلم -:
"إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلالِ السُّيُوفِ"
فقام رجل رَثُّ الهيئة، فقال: يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول هذا؟ قال: نعم.
فرجع إلى أَصحابه فقال: أقرأُ عليكم السلام، ثم كَسَرَ جَفْنَ سيفه فأَلقاه، ثم مشي بسيفه إلى العدو فضرب به حتى قُتل.
رواه مسلم، والترمذي، وغيرهما.
" جَفْنُ السيف" - بفتح الجيم، وإسكان الفاء -: هو قُرَابه.
718 - وعن الْبَرَاء - رضي الله عنه - قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ مُقَنع بالحديد، فقال: يا رسول الله، أُقاتل أَو أُسلم؟ قال:
"أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ" فأَسْلَم ثم قاتل فقُتل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عَمِلَ قَلِيلاً، وأُجِرَ كَثِيراً".
رواه البخاري، واللفظ له، ومسلم.
"مقنع" - بضم الميم، وفتح النون المشددة - أي مُتَغَطّ بالحديد، وقيل: على رأسه خوذة، وقيل: غير ذلك.