قال الخطابي في قوله:

"هذا جبل يحبنا ونحبه": أراد به أهل المدينة وسكانها، كما قال تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}: أى أهل القرية.

قال البغوي: والأولى إجراؤه على ظاهره، لا ينكر وصف الجمادات بحب الأنبياء والأولياء، وأهل الطاعة، كما حَنَّتِ الأسطوانة على مفارقته - صلى الله عليه وسلم - حتى سمع القوم حنينها، إلى أن سَكَنها،

وكما أخبر أن حجرًا كان يسلم عليه قبل الوحي، فلا ينكر عليه، ويكون جبل أُحُد وجميع أجزاء المدينة تحبه، وتَحِنُّ إلى لقائه حالة مفارقته إياها.

قال الحافظ المنذرى: وهذا الذي قاله "البَغَوِيّ" حسن جَيِّد، والله أعلم.

657 - وعن سلمة بن الأكْوَع - رضي الله عنه - قال: كنت أرمي الوحش وأَصيدها، وأهدي لحمها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

"أَمَا لَوْ كُنْتَ تَصِيدُهَا بِالْعَقِيقِ (?) لَشَيَّعْتُكَ إذَا ذَهَبْتَ، وَتَلَقَّيْتُكَ إِذَا جِئْتَ؛ فإِنَي أَحِبُّ الْعَقِيقَ".

رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن (?).

658 - وعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

"أَتَانِي آتٍ وَأَنَا بِالْعَقِيقِ فَقالَ: إِنَّكَ بِوادٍ مُبَارَك".

رواه البزار بإسناد جيد قوى (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015