وإِما قمح، قال: حَتَّى ربما رأَيت البصل يحمله، قال: فأَقول: يا أَبا الخير إِن هذا ينتن ثيابك، قال: فيقول: يا ابن أَبي حبيب أَما إِنِّي لم أَجِدْ في البيتِ شيئاً أَتصدَّقُ به غيرَهُ؛ إنه حدثني رجلٌ من أَصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
"ظِلُّ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَقَتُهُ".
460 - وعن أَنس - رضي الله عنه - قال: كان أَبو طلحة أَكْثَرَ الأَنصار بالمدينة مالاً من نخل، وكان أَحَبَّ أَمواله إليه بَيْرُحَاءَ، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخدها ويشرب من ماءٍ فيها طيب، قال أَنس: فلما نزلت هذه الآية: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} (?) قام أَبو طلحة إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إِن الله - تبارك وتعالى - يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، وإِن أَحَبَّ أَموالي إلىّ بَيْرُحَاءَ، وإنها صدقة أَرجو برها وذُخْرَهَا عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أَراك الله، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"بَخٍ، ذلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذلِكَ مَالٌ رَابِحٌ".
رواه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، مختصراً.
"بيرحاء": - بكسر الباء وفتحها ممدوداً - اسم لحديقة نخل كانت لأبي طلحة - رضي الله عنه - وقال بعض مشايخنا: صوابه بيرحى: بفتح الباء الموحدة، والراء، مقصوراً، وإنما صَحَّفَه الناس.
وقوله "رابح": روي بالباء الموحدة، وبالياء المثناء تحت.