وَأَمَرَكمْ بِالصدَقَةِ؛ فإِنَّ مثلِ ذلِكَ كمَثَلِ رَجلٍ أَسَرَهُ الْعَدوُّ فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ، وَقَدَّمُوهُ لِيَضْربوا عُنقهُ، فَقَالَ: أَنَا أَفْدي نَفْسى منكُم بِالْقَليلِ وَالْكَثِيرِ، فَفَدَى نَفْسَهُ مِنْهمْ.

وَأَمَرَكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللهَ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجل خَرَجَ الْعَدوُّ فِي إِثْرِه سِرَاعاً، حَتى إِذا أَتَى عَلى حِصْنٍ، فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، كَذَلِكَ الْعَبْدُ لَا يحْرِز نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطانِ إِلا بِذِكْرِ اللهِ.

قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وَأنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ، اللهُ أَمَرني بِهِنَّ: السَّمْعِ، والطَّاعَةِ، وَالْجِهَادِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالجَمَاعَةِ، فَإِنَّهُ منْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسلامِ مِنْ عُنُقِهِ إِلأّ أنْ يُرَاجِعَ.

وَمَنِ ادَّعى دَعْوَى الجَاهِلِيةِ، فَإِنَّهُ مِنْ جُثَاءَ جَهَنَّمَ".

فقال رجل: يا رسول الله، وإِنْ صَّلى وصَامَ؟ فقال: "وَإِنْ صَلى وَصَامَ، فَادْعُوا بدعوى الله (?) الذِي سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ الْمُومنِين عِبَادَ اللهِ".

رواه الترمذي، وهذا لفظه، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي ببعضه، وابن خزيمة (?)، وابن حبان في صحيحيهما، والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري ومسلم (?).

قال الحافظ المنذري: وليس للحارث في الكتب الستة سوى هذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015