راحلتى فقدمتُ عليه، فإِذا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث إِلى أَن قال فقلتُ: يا نَبىَّ الله فالوضوء حَدِّثْنِى عنه؛ فقال:

"مَا مِنْكُم رَجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ فَيُمَضْمِضُ وَيَسْتَنْشِقُ فَيَسْتَنْثِرُ إِلاّ خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ فِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ، ثُمَّ إِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كمَا أَمَرَهُ اللهُ إِلاّ خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ المَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلى المِرْفَقَيْنِ إِلاّ خَرَّتْ خَطَايَا يَديْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الماءِ، ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ إِلاّ خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ المَاءِ، ثُمَّ يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ إِلى الْكَعْبَيْنِ إِلا خَرَّتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ المَاءِ؛ فَإِنْ هُوَ قَامَ وَصَلّى، فَحَمِدَ اللهَ تَعَالى وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَمَجَّدَهُ بِالذِي هُوَ لهُ أَهْلٌ، وَفَرَّغَ قَلْبه لِلهِ تَعَالى، إِلا انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ".

رواه مسلم.

118 - وعن أَبى مالك الأَشعرِيِّ - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:

"الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ تَمْلَأُ المِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلهِ تَملآنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاس يَغْدُو فَبَائعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا".

رواه مسلم، والترمذي، وابن ماجه إلا أنه قال: "إسْبَاغُ الْوضُوءُ شَطْرُ الإيمَانِ".

قال الحافظ المنذري: وقد أفردت لهذا الحديث وطرقه وحكمه وفوائده جزءاً منفرداً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015