قال: فجاءَ رجل من الأَنصار بصُرَّةٍ كادت كفُّهُ تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناسُ حتى رأَيتُ كُومَيْنِ من طعامٍ وثيابٍ حتى رأَيت وجْهَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلل كأَنه مُذَهَّبَةٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
" مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَىْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِم شَىْءٌ ".
رواه مسلم , والنسائي، وابن ماجه، والترمذي باختصار القصة.
قوله " مجتابي " هو بالجيم الساكنة، ثم تاء مثناة، وبعد الألف باء موحدة و " النمار " جمع نَمِرَةِ، وهي كساء من صوف مخطط: أي لابسي النمار قد خرقوها في رؤوسهم، " والجَوْبُ ": القطع , وقوله " تمعر" هو بالعين المهملة المشددة: أي تغير، وقوله " كأنه مذهبة " ضبطه بعض الحفاظ بدال مهملة , وهاء مضمومة ونون , وضبطه بعضهم بذال معجمة، وبفتح الهاء وبعدها باء موحَّدة , وهو الصحيح المشهور، ومعناه على كلا التقديرين: ظهرَ البشر في وجههِ - صلى الله عليه وسلم - حتى استنار وأشْرَقَ من السرور، والمذهبة: صحيفة منقشة بالذهب، أو ورقة من القرطاس مَطْلِيَّة بالذهب، يصف حسنهُ وتلألوه - صلى الله عليه وسلم -.
42 - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تُقْتَلُ ظُلْماً إِلاّ كانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كفْلٌ منْ دَمِهَا؛ لأَنهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ ".
رواد البخاري، ومسلم، والترمذي.
* * *