يوم القيامة ولا فخر، حتى إنه ليرد علي الحوض أكثر ما بين صنعاء وأيلة، ثم يقال: ادعوا الصديقين، فيشفعون، ثم يقال: ادعوا الأنبياء، فيجيء النبى معه العصابة، والنبي معه الخمسة والستة، والنبى ليس معه أحد، ثم يقال: ادعوا الشهداء، فيشفعون فيمن أرادوا، فإذا فعلت الشهداء ذلك يقول الله جل وعلا: أنا أرحم الراحمين، أدخلوا جنتي من كان لا يشرك بي شيئا، فيدخلون الجنة، ثم يقول الله تبارك وتعالى: انظروا في النار هل فيها من أحد عمل خيرا قط؟ فيجدون في النار رجلا، فيقال له: هل عملت خيرا قط؟ فيقول: لا، غير أنى كنت أسامح الناس في البيع، فيقول الله: اسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدي، ثم يخرج من النار آخر فيقال له: هل عملت خيرا قط؟ فيقول: لا: غير أنى كنت أمرت ولدى إذا مت فأحرقوني بالنار ثم اطحنوني حتى إذا كنت مثل الكحل اذهبوا بي إلى البحر فذروني في الريح، فقال الله: لم فعلت ذلك؟ قال: من مخافتك، فيقول: انظر إلى ملك أعظم ملك فإن لك مثله وعشرة أمثاله، فيقول: لم تسخر بي وأنت الملك؟ فذلك الذي ضحكت منه من الضحى" رواه أحمد، والبزار، وأبو يعلى، وابن حبان في صحيحه (?)، وقال: قال إسحاق - يعني ابن إبراهيم - هذا من أشرف الحديث.
وقد روى هذا الحديث عدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا، منهم حذيفة، وأبو مسعود، وأبو هريرة، وغيرهم، انتهى.