بأعمالهم، فمنهم من يوبق (?) بعمله، ومنهم من يخردل، ثمّ ينجو، حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله، فيخرجونهم بآثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود، فيخرجون من النار وقد امتحشوا، فيصب عليهم ماء الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد، ويبقى رجل بين الجنة والنار -وهو آخر أهل النار دخولا الجنة- مقبل بوجهه قبل النار، فيقول: يارب، اصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاها! فيقول: هل عسيت إن أفعل أن تسأل غير ذلك؟ فيقول: لا وعزتك، فيعطي الله ما شاء من عهد وميثاق، فيصرف الله وجهه عن النار، فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم قال: يارب قدمني عند الجنة! فيقول الله: أليس قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت؟ فيقول: يارب لا أكون أشقى خلقك! فيقول: فما عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره؟ فيقول: لا وعزتك، لا أسألك غير هذا، فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق، فيقدمه إلى باب الجنة، فإذا بلغ بابها رأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور، فسكت ما شاء الله أن يسكت، فيقول: يارب أدخلني الجنة! فيقول الله: ويحك يا ابن آدم ما أغدرك! أليس قد أعطيتني العهود أن لا تسأل غير الذي أعطيت؟ فيقول: يارب لا تجعلني أشقى خلقك! فيضحك الله منه، ثمّ يأذن له في دخول الجنة، فيقول: تمن، فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله: تمن من كذا وكذا، يذكره ربه، حتى إذا انتهت به الأماني قال الله: لك ذلك ومثله معه".