حين لا آكل الخمير، ولا ألبس الحرير، ولا يخدمني فلان وفلانة، وكنت ألصق بطني بالحصباء من الجوع، وإن كنت لأستقرى الرجل الآية هي معي لكي ينقلب بي فيطعمني، وكان خيرَ الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب، كان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، حتى إن كان ليخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء فتشقها فنلعق ما فيها. رواه البخاري، والترمذي، ولفظه قال: إن كنت لأسأل الرجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الآيات من القرآن، أنا أعلم بها منه، ما أسأله إلا ليطعمني شيئًا، وكنت إذا سألت جعفر بن أبي طالب لم يجبني حتى يذهب بي إلى منزله، فيقول لامرأته: يا أسماء أطعمينا، فإذا أطعمتنا أجابني، وكان جعفر يحب المساكين، ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكنيه بأبي المساكين.
2078 - وعن محمَّد بن سيرين قال: كنا عند أبي هريرة رضي الله عنه، وعليه ثوبان ممشقان من كتان، فمخط في أحدهما، ثم قال: بخ بخ، يمتخط أبو هريرة في الكتان! لقد رأيتني وإني لأخرُّ فيما بين منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحجرة عائشة من الجوع مغشيًا علي، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي يرى أن بي الجنون، وما هو إلا الجوع. رواه البخاري، والترمذي وصححه.
"المشق" بكسر الميم: المغرة -وثوب ممشق: مصبوغ بها.