علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ به، فغفر له، ثُمَّ مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبا آخر - وربما قال: ثم أذنب ذنبا آخر - فقال: يا ربّ إني أذنبت ذنبا آخر فاغفره لي، قال ربَّه: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ به، فغفر له، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبا آخر - وربَّما قال: ثم أذنب ذنبا آخر - فقال: يا ربّ إني أذنبت ذنبا فاغفره لي، قال ربه: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ به، فقال ربه: غفرت لعبدي فليعمل ما شاء" رواه البخاري، ومسلم.

قوله: " فليعمل ما شاء " معناه والله أعلم: أنه ما دام كلما أذنب ذنبا استغفر وتاب منه، ولم يَعُد إليه بدليل قوله: "ثم أصاب ذنبا آخر" فليفعل إذا كان هذا دأبه ما شاء؛ لأنه كلما أذنب كانت توبته واستغفاره كفارة لذنبه فلا يضره، لا أنه يذنب الذنب، فيستغفر منه بلسانه من غير إقلاع ثم يعاوده، فإن هذه توبة الكذابين.

وقد تقدم حديث "إن المؤمن إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل منها" الحديث.

1951 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالت قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم - ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبًا، فإن أصبح ذهبًا اتبعناك، فدعا ربه فأتاه جبريل عليه السلام فقال: "إن ربَّك يقرئك السلام، ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمن كفر منهم عذبته عذابًا لا أعذبه أحدا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015