لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما لا مال يغنيني ولا عشيرة تحميني.

فأقبل الطائران حتى وقع أحدهما على بطنه فنقر صدره فأخرج قلبه ثم شق قلبه، فقال الطائر الأعلى: أوعى، قال: وعى، قال: أقبل، قال: أبى، قال: فرده ثم طار، فاتبعهما أمية ببصره، فقال:

لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما لا بريء فأعتذر ولا ذو عشيرة فأنتصر.

فأقبل الطائر فوقع على صدره فنقر نقرة فأخرج قلبه فشقه، فقال الطائر الأعلى:

أوعى، قال: وعى، قال: أفقبل، قال: أبى، فرده ثم طار، فاتبعهما أمية ببصره، فقال:

لبيكما لبيكما ها أنا ذا لديكما بالنعم محمود وبالذنب محصود.

فأقبل الطائر فوقع على صدره فنقر [1] صدره نقرة شقته ثم أخرج قلبه، فقال الطائر الأعلى: أوعى، قال: وعى، قال: أقبل، قال: أبى، فرده ثم طار، فاتبعهما أمية ببصره، فقال:

لبيكما لبيكما ... ها أنا ذا لديكما

إن تغفر اللَّهمّ تغفر جما ... وأي عبد لك لا ألما

واستوى السقف، فاستوى أمية جالسا، فقالت أخته: يا أخي هل تجد شيئا، قال: لا إلا حرا في صدري، وجعل يمسح صدره، وأنشأ يقول:

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي ... في قلال الجبال أرعى الوعولا

/ فاجعل الموت بين عينيك واحذر ... غولة الدهر إن للدهر غولا

ثم خرج من عندها حتى إذا كان بين بيتها وبيته أدركه الموت. قال: ففيه نزل قوله تعالى [2] : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها 7: 175 [3] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015