صَادَفَ دَرُّ السَّيْلِ [1] دَرًّا يَدْفَعُهُ ... يَهِيضُهُ حِينًا وَحِينًا يَصْدَعُهُ

أَمَا وَاللَّهِ لَوْ ثَبَتَ. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، لَقَدْ وَقَعْتَ مِنَ الأَعْرَابِيِّ عَلَى بَاقِعَةٍ.

قَالَ: أَجَلْ يَا أَبَا الْحَسَنِ، مَا مِنْ طَامَّةٍ إِلا وَفَوْقَهَا طَامَّةٌ، وَالْبَلاءُ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ.

قَالَ: فَدَفَعْنَا إِلَى مَجْلِسٍ آخَرَ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ، فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَسَلَّمَ وَدَنَا، فَقَالَ: مِمَّنِ الْقَوْمُ؟ قَالُوا: مِنْ شَيْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَةَ.

فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ [2] مَا وَرَاءَ هَؤُلاءِ مِنْ قَوْمِهِمْ شَيْءٌ، هَؤُلاءِ غُرَرُ النَّاسِ، وَفِيهِمْ:

مَفْرُوقُ بْنُ عَمْرٍو، وَهَانِئُ بْنُ قَبِيصَةَ، وَالْمُثَنَّى بْنُ حَارِثَةَ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ شَرِيكٍ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَيْفَ الْعَدَدُ فِيكُمْ؟ قَالَ مَفْرُوقٌ: إِنَّا لَنَزِيدُ عَلَى أَلْفٍ، وَلَنْ تُغْلَبَ أَلْفٌ مِنْ قِلَّةٍ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَكَيْفَ الْمَنَعَةُ فِيكُمْ؟ [3] قَالَ: عَلَيْنَا الْجَهْدُ وَلِكُلِّ قَوْمٍ جَهْدُ [4] . قَالَ: كَيْفَ الْحَرْبُ/ بَيْنَكُمْ؟ قَالَ: إِنَّا لأَشَدُّ مَا نَكُونُ غَضَبًا حِينَ نَلْقَى، وَأَشَدُّ [مَا نَكُونُ لِقَاءً حِينَ نَغْضَبُ] [5] وَإِنَّا لَنُؤْثِرُ الْجِيَادَ [6] عَلَى الأَوْلادِ، وَالسِّلاحِ عَلَى اللِّقَاحِ [، وَالنَّصْرُ مِنَ اللَّهِ] [7] عَزَّ وَجَلَّ يُدِيلُنَا مَرَّةً وَيُدِيلُ عَلَيْنَا أُخْرَى، لَعَلَّكَ أَخُو [قُرَيْشٍ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ] [8] رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَقَدْ بَلَغَكُمْ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ فها هو ذا [9] . قَالَ مَفْرُوقٌ: بَلَغَنَا أَنَّهُ يَذكر ذَلِكَ، فَإِلَى مَا يَدْعُو يَا أَخَا قُرَيْشٍ؟

فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ، وَقَامَ أَبُو بَكْرٍ يُظِلُّهُ بِثَوْبِهِ، فَقَالَ:

«أَدْعُوكُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شريك له، وأني رسول الله، وإلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015