من بطن ذي قار فنزله، وأرسل إِلَى هانئ فَقَالَ: إنه قد حضر من الأمر ما ترى. فَقَالَ له:
أرسل إلي الحلقة وهي عشرة آلاف سكة، وانثرها فِي بني شيبان. فَقَالَ له هانئ إنها أمانة! فَقَالَ قيس: إنكم إن هلكتم فسيأخذون الحلقة وغيرها، وإن ظهرتم فما أقدرك عَلَى أن تأخذها من قومك فأخرجها فنثرها، وأمرهم فنزلوا من بطن ذي قار بين الجهتين فقدمت الأعاجم عليهم، وهم مستعدون، فاقتتلوا ساعة فانهزمت الأعاجم.
وقيل: إن حديث ذي قار كان [1] فِي سنة سبع من الهجرة، والله أعلم [2] .
مَا أَخْبَرَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجَوْهَرِيُّ قال: أخبرنا ابن حيوية قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن معروف قَالَ، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة قَالَ: حدثنا محمد بن سعد قَالَ: حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا، عِنْدَ صَنَمٍ بِبَوَانَةَ قَبْلَ أَنْ يبعث رسول الله صَلى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ بشهر نحرنا جَزُورًا فَإِذَا بِصَائِحٍ يَصِيحُ مِنْ جَوْفِ وَاحِدَةٍ: اسْمَعُوا إِلَى الْعَجَبِ، ذَهَبَ اسْتِرَاقُ السَّمْعِ وَنُرْمَى بِالشُّهُبِ لِنَبِيٍّ بِمَكَّةَ اسْمُهُ أَحْمَدُ، مُهَاجِرُهُ إِلَى يَثْرِبَ، قَالَ: فَأَمْسَكْنَا وَعَجِبْنَا، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [4]
قَالَ مؤلف الكتاب: ما زالت الأنبياء قبل ظهور نبيّنا صلى الله عليه وسلم وعلماء الكتب تعد به، حتى كانوا يقولون: قد قرب زمانه، وَفِي هَذَا الزمان [6] يظهر.