فمن الحوادث فيها:
أن أبا علي المغربي كان من الزهاد معروفا بين الصوفية بالزهادة والقناعة، كان يأتيه كل يوم روزجاري برغيفين من كد يده فيأكلهما ثم عن له أن يشتغل بصنعة الكيمياء فأخذ إلى دار الخلافة وانقطع خبره.
وفي جمادي الآخرة: جلس ابن الطبري بالنظامية مدرسا، وعزل الشاشي.
ومن الحوادث: دخول يوسف بن أيوب الهمذاني الواعظ إلى بغداد، وكان قد دخلها بعد الستين والأربعمائة، فتفقه على الشيخ [1] أبي إسحاق حتى برع في الفقه، ثم عاد إلى مرو فاشتغل بالتعبد، واجتمع في رباطه خلق زائد عن الحد من المنقطعين إلى الله تعالى، وعاد إلى بغداد في هذه السنة فوعظ بها، فوقع له القبول، وقام إليه رجل متفقه يقال له ابن السقاء، فآذاه في مسألة، فقال له: اجلس فإني أجد من كلامك رائحة الكفر، ولعلك تموت على غير دين الإسلام فاتفق [2] بعد مديدة أن ابن السقاء خرج إلى بلاد الروم وتنصر، وقام إليه ابنا أبي بكر الشاشي، فقالا له: إن كنت تتكلم على مذهب الأشعري وإلا فلا تتكلم، فقال: اجلسا لا متعكما الله بشبابكما، فماتا ولم يبلغا الشيخوخة.