من أحد شيئا عفافا وقناعة، وكان له عقار قد ورثة من أبيه، وكان يبيع منه شيئا فشيئا ويتقوت به، واشتغل بالعبادة، وصحب القاضي أبا يعلى وقرأ عليه طرفا من الفقه، وسمع منه الحديث، وحدث عنه بشيء يسير، وكان إذا حج يزور القبور بمكة ثم يجيء إلى قبر الفضيل فيخط بعصاه الأرض، ويقول: يا رب ها هنا، فقدر له أن حج في سنة ثلاث وخمسمائة فوقع من الجمل مرتين وشهد عرفة محرما، وتوفي عشية ذلك اليوم في 45/ أعرفات، / فحمل إلى مكة وطيف به حول البيت، ودفن يوم النحر عند قبر الفضيل، ولما بلغ خبره إلى بغداد صلى الناس عليه صلاة الغائب فامتلأ الجامع من الناس.
[1] :
ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة روى عنه جماعة، وحدثنا عنه أشياخنا.
قال شجاع بن فارس الذهلي: كان ضعيفا جدا، قيل له: بماذا ضعفتموه؟ فقال:
بأشياء ظهرت منه دلت على ضعفه، منها أنه كان يلحق سماعاته في الأجزاء.
وتوفي في صفر هذه السنة، ودفن بباب حرب.
[3] :
رحل وطلب الحديث، فدار الدنيا، وخرج على المشايخ وانتخب، وكان ممن يفهم هذا الشأن، وكان ثقة، سمع أبا يعلى بن الفراء وغيره [4] ، وصحح عليه الصحيحين أبو حامد الغزالي، وتوفي بسرخس في هذه السنة.
[5] :
قال المصنف: قرأت بخط أبي شجاع الذهلي مات محمد ويعرف بأخي حمادي