السمت، كثير الصلاة، سمع الكثير ونسخ بخطه ومتعه الله بما سمع حتى انتشرت عنه الرواية. حدثنا عنه أشياخنا وكلهم أثنوا عليه ثناء حسنا وشهدوا له بالصدق والأمانة مثل عبد الوهاب وابن ناصر وغيرهما، وذكر عن المؤتمن أنه كان يرميه بالكذب وهذا شيء ما وافقه فيه أحد.
وتوفي في منتصف ذي القعدة من هذه السنة، ودفن في مقبرة باب حرب.
[1] :
سمع الحديث من أبي الطيب الطبري، والجوهري وغيرهما. وكان مقرئا في النحو، عارفا باللغة، غير أن مشايخنا جرحوه، كان شيخنا أبو الفضل ابن ناصر سيء الرأي فيه يرميه بالكذب والتزوير، وكان يدعى سماع ما لم يسمعه.
توفي في ذي القعدة من هذه السنة، ودفن في مقبرة باب حرب.
[2] تفقه على أبي إسحاق، وبرع في الفقه، وكان من أهل الدين.
أَنْبَأَنَا أَبُو الْمَعْمَرِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يُوسُفَ بْنَ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيَّ، يَقُولُ سَمِعْتُ شَيْخَنَا أَبَا إِسْحَاقَ بْنَ عَلِيِّ ابن الفيروزآبادي، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْقَاضِي أَبَا الطَّيِّبِ يَقُولُ: كُنَّا فِي حَلَقَةِ النَّظَرِ بِجَامِعِ الْمَنْصُورِ فَجَاءَ شَابٌّ خُرَاسَانِيٌّ فَسَأَلَ مَسْأَلَةَ الْمُصَرَّاةِ وَطَالَبَ بِالدَّلِيلِ، فَاحْتَجَّ الْمُسْتَدِلُّ بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْوَارِدِ فِيهَا، فَقَالَ الشَّابُّ وَكَانَ خَبِيثًا: أَبُو هُرَيْرَةَ غَيْرُ مَقْبُولِ الْحَدِيثِ، قَالَ الْقَاضِي: فَمَا اسْتَتَمَّ كَلامَهُ حَتَّى سَقَطَتْ عَلَيْهِ حَيَّةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ سَقْفِ الْجَامِعِ فَوَثَبَ النَّاسُ مِنْ أَجْلِهَا، وَهَرَبَ الشَّابُّ مِنْ يَدِهَا فَلَمْ يُرَ لَهَا أَثَرٌ.
توفي يوسف في صفر هذه السنة، ودفن عند أبي حامد الأسفراييني.