فمن الحوادث فيها:
أنه في يوم عاشوراء كبس على أبى نصر بن جلال الدولة أبي طاهر ابن بويه، وكان يلقب: بهاء الدولة، وكان قد أقطعه جلال الدولة ملك شاه المدائن، ودير العاقول، وغيرهما، فلما كبس عليه هرب إلى بلد سيف الدولة صدقة، ثم تنقل في البلاد، وكان قد ثبت عليه عند القاضي أمور أوجبت إراقة دمه [1] ، وقضت بارتداده، وبنيت داره بدرب القيار [2] مسجدين أحدهما لأصحاب الشافعيّ، والآخر لأصحاب أبي حنيفة.
وفي ربيع الآخر: تظاهر العيارون بالفتك في الجانب الغربي.
وفي شوال: قتل إنسان باطني على باب النوبي أتى من قلاعهم بخوزستان، وشهد عليه بمذهبه شاهدان دعاهما هو إلى مذهبه، فأفتى الفقهاء بقتله منهم ابن عقيل، وكان من أشدهم عليه، فقال له الباطني: كيف تقتلوني وأنا أقول لا إله إلا الله؟ قال ابن عقيل: أنا اقتلك. قال: بأي حجة؟ قال: بقول الله عز وجل: فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنا بِما كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا 40: 84- 85 [3] .