ففقدوا العيش بعده بانقطاع الأرزاق [1] ، وأما الصدور والأغنياء فقد كانوا مستورين بالغناء عنهم، فلما عرضت [2] الحاجات إليهم عجزوا [3] عن تحمل بعض ما عود [4] من الإحسان، فانكشفت معايبهم من ضيق الصدور [5] ، فهؤلاء موتى بالمنع وهؤلاء موتى بالذم [6] ، وهو حي بعد موته بمدح الناس لأيامه، ثم ختم له بالشهادة فكفاه الله أمر آخرته كما كفى أهل العلم أمر دنياهم، ولقد كان نعمة من الله علي أهل الإسلام فما شكروها فسلبوها.
قَالَ المصنف رحمه الله: وقد رثاه مقاتل بن عطية [المسمى بشبل الدولة] [7] فذكر هذا المعنى:
كان الوزير نظام الملك لؤلؤة ... يتيمة صاغها الرحمان من شرف
عزت فلم تعرف الأيام قيمتها ... فردها غيرة منه إلى الصدف
[8] .
من أهل الحريم الطاهري، ولد سنة عشر وأربعمائة، وسمع أبا القاسم الخرقي وغيره، وكان أديبا حدث عنه أشياخنا، ورموه بأنه كان يرى رأي الأوائل، ويطعن على الشريعة، / وقال شيخنا عبد الوهاب الأنماطي: ما كان يصلي، وكان يقول في السماء 148/ ب نهر من خمر، ونهر من لبن، ونهر من عسل ما سقط منه شيء قط سقط [9] هذا الذي يخرب البيوت ويهدم السقوف.
توفي في محرم هذه السنة، ودفن بباب الشام، وأنبأنا عمر بن ظفر المغازلي قال: