مرض الجويني أياما، وكان مرضه غلبة الحرارة وحمل إلى بشتنقان لاعتدال 119/ ب الهواء فزاد ضعفه، وتوفي ليلة الأربعاء بعد العشاء الخامس والعشرين من ربيع الآخر من هذه السنة عن تسع وخمسين سنة، ونقل في ليلته إلى البلد، ودفن في داره، ثم نقل بعد سنين إلى مقبرة الحسين فدفن إلى جانب والده، وكان أصحابه المقتبسون من علمه نحو أربعمائة يطوفون في البلد وينوحون [1] عليه.
من أهل باب الطاق، حدث عن أبي القاسم بن بشران، وحدث عنه شيخنا أبو القاسم السمرقندي، وكان يتصرف في أعمال السلطان.
وقال شيخنا ابن ناصر: كان رافضيا لا تحل الرواية عنه.
توفي في رمضان هذه السنة.
[3] .
من الدعاة، كان يدرس [4] علم الاعتزال، وعلم الفلسفة والمنطق، فاضطره أهل السنة إلى أن لزم بيته خمسين سنة لا يتجاسر أن يظهر، ولم يكن عنده من الحديث إلا حديث [5] واحد لم يرو غيره، سمعه من شيخه أبي الحسين بن البصري، ولم يرو أبو الحسين غيره، وهو قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِذَا لَمْ تَسْتَحْي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» [6] فكأنهما خوطبا بهذا الحديث لأنهما لم يستحييا من بدعتهما التي خالفا بها السنة، وعارضاها بها ومن فعل ذلك فما استحيا.
ولهذا الحديث قصة عجيبة: وهو أنه رواه القعنبي عن شعبة، ولم يسمع من شعبة