يحتاج إلى الاستزادة لما يسمع، ومتدين ولا يحسن أن يظن بمتدين الكذب. والثالث:
أنه قد اشتهرت كثرة رواية أبي علي بن البناء، فأين هذا الرجل الذي يقال له الحسن بن أحمد بن عبد الله النيسابوري، ومن ذكره، ومن يعرفه، ومعلوم/ أن من اشتهر سماعه لا 100/ أيخفى، فمن هذا الرجل، فنعوذ باللَّه من القدح بغير حجة.
[2] :
طاف البلاد، ولقي الشيوخ بمصر والشام والسواحل، وقرأ، وكان إماما حافظا ورعا متعبدا متقنا، وانقطع في آخر عمره بمكة، وكان الناس يتبركون به، فإذا خرج يطوف قبلوا يده [3] أكثر مما يقبلون الحجر، وتوفي في هذه السنة بمكة [4] .
أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي، عن أبيه قَالَ: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد الكوفي يقول: لما عزم سعد على الإقامة بمكة والمجاورة [5] عزم على نفسه نيفا وعشرين عزيمة أنه يلزمها من المجاهدات والعبادات.
ومات بعد ذلك بأربعين سنة، ولم يخل منها بعزيمة واحدة.
[6] :
وحوزى قرية من أعمال دجيل، كان زاهدا عابدا، وكان يقول: أعرف من بقي مدة يأكل كل يوم زبيبة- يعني نفسه- وسمع الحديث.
وتوفي يوم الثلاثاء ثامن عشر شوال ودفن بقريته.