على كريم العادة المألوفة في ترك المؤاخذة، فخرج الجواب عن الفصل الأخير المتعلق [بالمسير إلى] [1] الحلة بأن الأمر يجري عليه، واطرح جواب ما عداه، ثم أذن له في بيع غلاته والتصرف في ماله، وباع أصحابه ما لهم من الرحل والمتاع [2] [وطلقوا النساء] [3] ، وظهر من الاغتمام عليه من جميع أهل دار الخليفة الأمر العظيم، وكانوا يحضرون عنده فيبكي ويبكون، وخرج غلمانه وأصحابه في يوم الخميس عاشر ذي القعدة، وقدم له وقت العتمة من ليلة الجمعة سميرية خالية من فرش وبارية، وجاء هو وأولاده حتى وقف عند شباك المدورة وظن أن الخليفة في الشباك، فقبل الأرض عدة دفعات وبكى بكاء شديدا، وقال: الله بيني وبين من ثقل قلبك علي يا أمير المؤمنين، فارحم شيبتي وأولادي وذلي وموقفي، وارع لحرمتي. فلما يئس نزل إلى دجلة معضدا بين نفسين وهو يبكي، والعامة تبكي لبكائه، وتدعوا له فيرد عليهم ويودعهم، ثم أعيد إلى الوزارة بشفاعة دبيس بن مزيد.
[4] :
ولدت سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وروت عن ابن سمعون/، وابن شاهين، 55/ أوكانت صادقة صالحة تسكن قطيعة الربيع.
وتوفيت في هذه السنة ودفنت إلى جنب ابن سمعون، وكانت قد صحبته.
[5] .
ولم يكن في زمانه من يخاطب بالشيخ الأجل سواه، ولد في سنة خمس وتسعين