[1] .
حدث عن علي بن أحمد المصيصي وأبي بكر المفيد وغيرهما روى عنه عبد العزيز بن علي الأزجي وغيره، وكان من الزهاد المتعبدين. قال العتيقي: كان رجلا صالحا مجتهدا صنف كتابا سماه «قوت القلوب» وذكر فيه أحاديث لا أصل لها، وكان يعظ الناس في الجامع ببغداد.
أنبأنا علي بن عبيد الله عن أبي محمد التميمي قال: دخل عبد الصمد على أبي طالب المكي وعاتبه على إباحته السماع فأنشد [أبو طالب] :
فيا ليل كم فيك من متعة ... ويا صبح ليتك لم تقترب
فخرج عبد الصمد مغضبا:
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ لي أبو طاهر محمد بن علي العلاف، كان أبو طالب المكي من أهل الجبل، ونشأ بمكة، ودخل البصرة بعد وفاة أبي الحسن بن سالم، فانتمى إلى مقالته، وقدم بغداد، فاجتمع الناس عليه من مجلس الوعظ فخلط في كلامه وحفظ عنه أنه قال ليس على المخلوقين أضر من الخالق فبدعه الناس وهجروه فامتنع من الكلام على الناس بعد ذلك. سمعت شيخنا أبا القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي يقول سمعت شيخنا أبا علي محمد ابن أحمد بن المسلمة يقول: [سمعت شيخنا أبا القاسم بن بشران يقول] [2] دخلت على شيخنا أبي طالب المكي: وقت وفاته فقلت له، أوصني، فقال: إذا علمت أنه قد ختم لي بخير فإذا أخرجت جنازتي فانثر عليَّ سكرا ولوزا وقل هذا للحاذق فقلت: من أين أعلم؟ قال: خذ يدي وقت وفاتي فإذا أنا قبضت بيدي على يدك فاعلم أنه قد ختم الله بخير [وإذا أنا لم أقبض على يدك وسيبت يدك من يدي فاعلم أنه لم يختم لي بخير] .
قال شيخنا أبو القاسم: فقعدت عنده، فلما كان عند وفاته قبض على يدي قبضا شديدًا فلما أخرجت جنازته نثرت عليه سكرا ولوزا وقلت هذا للحاذق، كما أمرني. توفي أبو طالب في جمادى الآخرة من هذه السنة. وقبره ظاهر قريب من جامع الرصافة.