وفي يوم الخميس لثلاث [1] بقين من جمادى الآخرة: انحدر معز الدولة إلى دار الخلافة فسلم على الخليفة، وقبل الأرض، وقبل يد المستكفي، وطرح له كرسي فجلس، ثم تقدم رجلان من الديلم فمدا أيديهما إلى المستكفي وطالبا بالرزق فلما مدا أيديهما ظن أنهما يريدان تقبيل يده فناولهما يده [2] فجذباه فنكساه من السرير، ووضعا عمامته في عنقه [3] وجراه ونهض معز الدولة واضطرب الناس ودخل الديلم [4] إلى دور الحرم، وحمل المستكفي راجلا إلى دار معز الدولة [5] فاعتقل بها وخلع من الخلافة، ونهبت الدار حتى لم يبق بها [6] شيء، وسمل المستكفي، وكانت مدة خلافته [7] سنة وأربعة أشهر ويومين، وأحضر الفضل بن المقتدر يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الآخرة فبويع ولقب المطيع للَّه [8] .