ثم سأل أهله تسليمه إليهم فنبش وسلم إليهم. فدفنه ابنه أَبُو الحسين في داره، ثم نبشته زوجته المعروفة بالدينارية ودفنته في دارها.
ومن العجائب أنه تقلد الوزارة ثلاث دفعات، وسافر في عمره [1] ثلاث مرات واحدة إلى الموصل، واثنتين [في النفي] [2] إلى شيراز، ودفن بعد موته ثلاث مرات في ثلاث مواضع.
ولد يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين وسمع إسماعيل بْن إسحاق القاضي، والكديمي، وثعلبا، وغيرهم. وَكَانَ صدوقا فاضلا دينا من أهل السنة، وَكَانَ من أعلم الناس بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظا له، وصنف كتبا كثيرة في علوم القرآن، وغريب الحديث، وغير ذلك وذكر عنه أنه كان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت من الشواهد في القرآن، وكتب عنه وأبوه حي.
أنبأنا مُحَمَّد بْن عبد الباقي، أنبأنا عَلي [5] بْن أبي على البصري. عن أبيه، قَالَ:
أخبرني غير واحد ممن شاهد أبا بكر ابن الأنباري [أنه كَانَ] [6] يملي من حفظه لا من