أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْقَزَّازُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ بن ثابت، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلي عبد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن فضالة، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن عبد الله بْن المطلب، يقول:
نفذت إلى ابن مجاهد لأقرأ عليه فتقدم رجل وافر اللحية كبير الهامة [1] وابتدأ ليقرأ، فَقَالَ: ترفق يا خليل، سمعت مُحَمَّد بْن الجهم يقول: سمعت الفراء، يقول: أدب النفس ثم أدب الدرس.
أخبرنا القزاز، أخبرنا ابن ثابت، قال: حدثني أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن عبد العزيز بْن المهدي، قَالَ: سمعت الحسين بْن مُحَمَّد [2] بْن خلف المقرئ، يقول: سمعت أبا الفضل الزهري، يقول: انتبه بي [في الليلة التي مات فيها أَبُو بكر بْن مجاهد، قَالَ: يا بني ترى من مات الليلة؟] [3] فإني رأيت في منامي كَانَ قائلا يقول: قد مات الليل مقوم وحي الله منذ خمسين سنة، فلما أصبحنا إذا ابن مجاهد قد مات.
أَخْبَرَنَا الْقَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الخطيب، قَالَ: أخبرني مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن علان، قَالَ: أَخْبَرَنَا عيسى بْن مُحَمَّد الطوماري، قَالَ: رأيت أبا بكر بْن مجاهد [4] في النوم كأنه يقرأ: فكأني أقول له يا سيدي أنت ميت وتقرأ؟ وكأنه يقول لي [5] : كنت أدعو في دبر كل صلاة وعند ختم القرآن أن يجعلني ممن يقرأ في قبره [فأنا ممن يقرأ في قبره] [6] .
توفي ابن مجاهد يوم الأربعاء وقت العصر، وأخرج يوم الخميس لعشر بقين من شعبان هذه السنة، ودفن في مقبرة باب البستان، وخلف مالا صالحا.
قاضي القضاة بالأندلس، حدث، وتوفي بها في هذه السنة.