ففعل [الفتى] [1] ما أمرته، فلما [2] أخذت الخمر مأخذها، خطبها إليه فأملكه إياها، فأعرس [3] بها من ليلته، وأصبح مضرجا بالخلوق. فَقَالَ له جذيمة: ما هَذِهِ/ الآثار يا عدي؟ قَالَ: آثار العرس، قَالَ: أي عرس؟ قَالَ: عرس رقاش! قَالَ: من زوجكها [4] ؟ قَالَ: الملك.

فضرب جذيمة بيده عَلَى جبهته وأكب عَلَى الأرض ندامة وتلهفا، وخرج عدي عَلَى وجهه هاربا فلم ير له أثر، ولم يسمع له بذكر، وأرسل إليها جذيمة فَقَالَ:

حدثيني وأنت لا تكذبيني ... أبحر زنيت أم بهجين!

أم بعَبْد فأنت أهل [5] لعَبْد ... أم بدون فأنت أهل لدون

فقالت: لا [6] ، بل أنت زوجتني أمرأ عربيا، معروفا حسيبا، ولم تستأمرني فِي نفسي، ولم أكن مالكة لأمري. فكف عنها وعرف [7] عذرها.

ورجع عدي بْن نصر إِلَى [8] أياد، فكان فيهم، فخرج ذات يوم مع فتية [9] متصيّدين، فرمى به فتى منهم بين جبلين فمات.

واشتملت [10] رقاش عَلَى حمل، فولدت غلاما سمته عمرو، حَتَّى إذا ترعرع عطرته وألبسته وحلته، وأزارته خاله جذيمة، فلما رآه أعجب به وأحبه. وكان مع ولده، فخرج جذيمة متبديا بأهله وولده فِي سنة ذات خصب، فضرب لهم أبنية في روضة ذات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015