أَبُو عبد الله الحسين بْن مُحَمَّد الفقيه الكشفلي: أن عَلي بْن عيسى وزير المقتدر باللَّه أمر نازوك صاحب البلد [1] أن يطلب الشيخ أبا عَلي بْن خيران الفقيه حتى يعرض عليه قضاء القضاة فاستتر، فوكل بباب داره رجاله بضعة عشر يوما حتى احتاج إلى الماء فلم يقدر عليه إلا من عند الجيران، فبلغ الوزير ذلك فأمر بإزالة التوكيل عنه، وَقَالَ في مجلسه والناس حضور: ما أردنا بالشيخ أبي عَلي بْن خيران إلا خيرا، أردنا أن نعلم أن في مملكتنا رجلا يعرض عليه قضاء القضاة شرقا وغربا وهو لا يقبل.
توفي أَبُو عَلي بْن خيران في ذي الحجة من هذه السنة.
سمع الزبير بْن بكار، روى عنه ابن المظفر، وابن شاهين. وكان ثقة يسكن باب خراسان [2] ، توفي في ذي القعدة من هذه السنة.
سافر البلاد وكتب الحديث الكثير [4] وسمع أَحْمَد بْن منصور الرمادي، وعلي بْن حرب الطائي في جماعة. روى عنه ابن صاعد [5] . وَكَانَ أحد أئمة المسلمين من الحفاظ للشرع مع صدق وورع وضبط وتيقظ. وَكَانَ يحفظ الموقوفات والمراسيل كما يحفظ الحفاظ المسانيد.