محاربتهم هارون بْن غريب إلى واسط، وصافي البصري إلى الكوفة فقتل هارون منهم جماعة، وحمل مائة وسبعين رأسا وجماعة أسارى، وأوقع صافي بمن خرج إليه واستأسر منهم وأدخلوا بغداد على الجمال مشتهرين ومعهم أعلام بيض منكسة، وعليها مكتوب وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ 28: 5 [1] الآية فقتلوا واستقام أمر السواد.
وزادت دجلة بغتة زيادة مفرطة قطعت الجسور ببغداد وغرق من الجسارين جماعة، وبلغت زيادة الفرات اثني عشر ذراعا وثلاثين.
حدث عن أبي كريب، والحسن بْن عرفة، وغيرهما وَكَانَ أحد الشهود، وأحد الوجوه، وبلغ سنا عالية، ثم توفي ببغداد في ذي الحجة من هذه السنة.
ويعرف: بالحمال، سمع الحسن بْن عرفة وغيره. وَكَانَ ثقة زاهدا متعبدا، وسكن مصر، وكانت له منزلة عند الخاصة والعامة، وَكَانَ لا يقبل من السلطان شيئا، وكانوا يضربون بعبادته المثل.
أخبرنا أبو منصور القزاز، قَالَ: أخبرنا أبو بكر الخطيب، [4] حَدَّثَنَا أَبُو نعيم الحافظ، قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن الحسين بْن موسى، يقول: سمعت الحسن بن أحمد