سامعا مطيعا، فلما قرب بعث القاسم بعض خدم السلطان، فأخذه من السفينة ومضى به إلى جزيرة، ودعا بسيف فلما تيقن القتل [1] سأله: أن يمهله حتى يصلي ركعتين فأمهله [2] فصلى، وأعتق جميع مماليكه.
وقتل في رمضان هذه السنة، وأخذ رأسه وتركت جثته أياما حتى وجه عياله، فأخذوها سرا فحملوها أيام الموسم إلى مكة فدفنوها، وتسلم السلطان ضياعه ودوره.
ورجع أَبُو عمر القاضي إلى داره حزينا كئيبا لما كَانَ منه في ذلك، فَقَالَ الشاعر:
قل لقاضي مدينة المنصور ... بم أحللت أخذ رأس الأمير؟
بعد إعطائه المواثيق والعهد ... وعقد الأمان [3] في منشور
أَخْبَرَنَا أَبُو منصور القزاز [5] ، قال: أخبرنا أبو بكر بْنِ ثَابِتٍ [الْخَطِيبُ [6]] ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الواحد، حدثنا محمد بن العباس، قال: قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع، قَالَ: وأبو الفضل [جعفر] [7] بْن موسى النحوي كتب الناس عنه شيئا من اللغة وغريب الحديث، وما كَانَ من كتب أبي عبيد مما سمعه من أَحْمَد بْن يُوسُف الثعلبي [8] وغير ذلك، من ثقات المسلمين وخيارهم.
توفي [يوم الأحد بالعشي] [9] ودفن في يوم الاثنين لثلاث خلون من شعبان سنة