هذا ولا يضر أبا تمَام] [1] والله مَا أكلت الخبز إلا به.

ولما سمع أبو تمام شعره، قَالَ: نعيت إلى نفسي [2] ، فإنه ليس يطول عمري وقد نشأ لطيّئ مثلك [3] فمات [أبو تمام] [4] بعد سنة، وكان شعر البحتري في المديح أجود من المراثي، فسئل عن سبب ذلك، فقال: كنا نقول للرجاء ونحن الآن نعمل للوفاء، وبينهما بعد.

أخبرنا أبو منصور القزاز [5] ، قال: أخبرنا أحمد بْنِ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو يعلى: أَحْمَد بن عبد الواحد الوكيل، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو الحسن مُحَمَّد بن جعفر التميمي، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو بكر الصولي، عن ابن البحتري، قَالَ: دخل أبي على بعض العمال قد ذكره في حبس المتوكل [وهو] [6] يطالب بما [7] لا يقدر عليه من الأموال فأنشأ يقول:

جعلت فداك الدهر ليس بمنفك ... من الحادث المشكو والنازل المشكي

وما هذه الأيام إلا منازل ... فمن منزل رحب ومن منزل ضنك

وقد هذبتك الحادثات وإنما ... صفا الذهب الإبريز قبلك [8] [بالسبك] [9]

أما في نبي الله يوسف أسوة ... لمثلك مسجونا على الزور والإفك

أقام جميل الصبر في السجن برهة ... فأسلمه الصبر الجميل إلى الملك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015