ولد سنة اثنتي عشرة ومائتين، وسمع منصور بن أبي مزاحم، وطبقته، ولم يحدث إلا بشيء يسير، وكان يذكر بالفهم، ويوصف بالحفظ، ويفتي الناس بالحديث، ويذاكر. وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة، وصلى عليه إبراهيم الحربي.
ولد سنة ثمان ومائتين، وسمع إبراهيم بن المنذر الحزامي، وخالد بن خداش، وعلي بن الجعد، وخلقا كثيرا، وقد أدب غير واحد من أولاد الخلفاء منهم: المعتضد، وعلي بن المعتضد، وكان يجري له [في] [3] كل شهر خمسة عشر دينارا، وكان يقصد أحاديث [4] الزهد والرقائق، وكان لأجلها يكتب عن البرجلاني، ويترك عفان [5] بن مسلم، وكان ذا مروءة ثقة صدوقا، صنف أكثر من مائة مصنف في الزهد.
قال أبو علي صالح بن مُحَمَّد الْحَافِظ: إلا أنه كان يسمع من إنسان يُقَالُ له مُحَمَّد بن إسحاق البلخي، وكان ذلك كذابا [6] يضع للكلام إسنادا، ويروي أحاديث مناكير.
[قال المصنف [7] : قد روى ابن أبي الدنيا عن مُحَمَّد بن إسحاق بن يزيد بن عبيد الله الضبي، وقد ذكره ابن أبي حاتم في الكذابين، وقد ذكرنا وفاته في سنة ست وثلاثين ومائتين، وروى ابن أبي الدنيا عن مُحَمَّد بن إسحاق اللؤلؤي البلخي، ولم يكن بثقة، وقد ذكرنا وفاته في سنة أربع وأربعين ومائتين] .