يلظي [1] بْن يونان بْن يافث بْن توبة بْن سرحون بْن رومية بْن يرثط بْن توفيل بْن زوفي [2] بْن الأصفر بْن أليفز بْن العيص بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيمَ الخليل عَلَيْهِ السَّلام.
ولما هلك دارا ملك الإسكندر ملك دارا، فملك العراق والروم والشام ومصر، وعرض جنده بَعْد هلاك دارا فوجدهم ألف ألف وأربع مائة ألف رجل، مِنْهُم من جنده ثمانمائة ألف، ومن جند دارا ستمائة ألف. فجلس عَلَى سريره، وَقَالَ: أدالنا اللَّه من دارا، ورزقنا خلاف مَا كَانَ يتوعدنا بِهِ، وهدم مَا كَانَ ببلاد الفرس من المدن والحصون وبيوت النيران، وقتل الهرابذة، وأحرق كتبهم ودواوين دارا، واستعمل عَلَى مملكة دارا رجلا من أَصْحَابه، وسار إِلَى أرض الهند، فقتل ملكها وفتح مدينتها.
ثُمَّ سار منها إِلَى الصين وصنع بها كصنيعه بالهند، ودانت له عامة الأرض، وملك الصين والتبت.
أنبأنا مُحَمَّد بْن عبد الباقي البزاز، قَالَ: أَنْبَأَنَا عَلِي بْن المحسن التنوخي، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الفرج الأصفهاني، قَالَ:
قرأت فِي بَعْض كتب الأوائل أَن الإسكندر لما انتهى إِلَى ملك الصين أتاه صاحبه وَقَدْ مضى من الليل شطره، وَقَالَ لَهُ: هَذَا رَسُول ملك الصين بالباب يستأذن عليك، فَقَالَ: احضروه. فوقف بَيْنَ يديه وسلم ثُمَّ قَالَ: إِن رأى الْمَلِك أَن تخليني، فأمر الإسكندر من بحضرته من أَصْحَابه فانصرفوا، وبقي صاحبه، فَقَالَ: الَّذِي جئت فِيهِ لا يحتمل أَن يسمعه غيرك. فَقَالَ الإسكندر فتشوه، ففتش فلم يصب مَعَهُ حديد [3] ، فوضع الإسكندر بَيْنَ يديه سَيْفا وَقَالَ لَهُ: كن بمكانك وقل مَا شئت، وخرج كُل مَا كَانَ عنده، فَقَالَ: قل.
فَقَالَ لَهُ: إني أنا الْمَلِك لا رسوله، وَقَدْ جئتك أسألك عما تريد مِمَّا يمكن عمله ولو عَلَى أصعب الأمور فإني أعمله فأغنيك عَنِ الحرب، فَقَالَ لَهُ الإسكندر: مَا آمنك مني؟ قَالَ: علمي بأنك رجل عاقل وليس بيننا عداوة ولا مطالبة قَدْ حل. وأنت تعلم انك