فَقَالَ لَهُ أحمد: قد هجا خيار الناس، وقد قمت وقمنا [1] من حق الله تعالى بمَا يصغر لَهُ [2] قدر الدُّنْيَا عند كثير ثوابه، ثم دعا لَهُ بخمسة آلاف درهم، وقال: اصرف هَذِهِ فِي نفقاتك [3] .

قَالَ المصنف: وقد روى جمَاعة عن علي بْن المديني أنه قَالَ: إنمَا أجبت تقية، وخفت السيف، وَقَدْ حبست فِي بيت مظلم ثمَانية أشهر، وفي رجلي قيد [فيه] [4] ثمَانية أمنان حَتَّى خفت عَلَى بصري.

توفي ابْن المديني بسامراء في ذي القعدة من هذه السنة، وقيل: فِي سنة خمس وثلاثين، ولا يَصِّح.

1376- يحيى بْن أيوب، أبو زكريا العابد، المعروف بالمقابري [5] .

ولد سنة سبعة وخمسين ومَائة. سمع شريكا، وإسمَاعيل بْن جعفر، وابن علية وغيرهم.

روى عنه: / أحمد بْن حنبل، ومسلم بْن الحجاج، والبغوي، وكان ثقة ورعا من 95/ ب خيار عباد الله.

أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّحْمَنِ [6] بْن محمد قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أَخْبَرَنَا الحسن [7] بْن أَبِي طالب قَالَ: حَدَّثَنَا عمر بْن أحمد الواعظ قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن مخلد قال: حدثنا العباس بن محمد بن عبد الرحمن الأشهلي قال: حدثني أبي قَالَ: مررت بالمقابر فسمعت همهمة، فاتبعت الأثر، فإذا يحيى بْن أيوب فِي حفرة من تلك الحفر، وإذا هُوَ يدعو ويبكي ويقول: يَا قرة عين المطيعين! ويا قرة عين العاصين! ولم لا تكون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015