كَانَ أديبا فقيها حافظا زاهدا، سمع من مَالك بْن أنس، وحمَاد بْن زيد [3] ، وابن عيينة، وغيرهم، سكن نيسابور، فورد عبد الله بْن طاهر، فبعث إليه يسأله حضور [4] مجالسه، فأبى عَلَيْهِ، وتشفع بإسحاق بْن راهويه حَتَّى أعفاه، ثم خرج من نيسابور فحج، ثم سكن السوس [5] إِلَى أن توفي بها في هَذِهِ السنة.
وَكَانَ لا يحدث إلا بعد الجهد، ويقول: ليس علي إلا أن أعلم رجلا يهتم بأمر دينه، فحينئذ لا يسعني أن أمنعه، وَكَانَ يقول: يفرح الرجل لدرهم يستفيده ولا يعلم أنه يحاسب عَلَيْهِ، وَكَانَ يقول العلم [6] الخشية، فأمَا معرفة الحديث، فإنمَا هي معرفة، وقال: اتقوا سؤال الليل. يعني أصحاب التعفف والتستر.
حدث عن مَالك بْن أنس. قَالَ يحيى بْن معين: ليس به بأس [8] .
وتوفي ببغداد هَذِهِ السنة.
من أهل خراسان، سكن بغداد، وحدث بِهَا عن إبراهيم بْن سعد الزهري، وأيوب بْن جابر الحنفي، ومَالك بْن أنس، وفضيل بْن عياض، وغيرهم روى عنه:
يحيى بْن معين ووثقه، وعباس الدوري، والبغوي، وَكَانَ أحمد بْن حنبل يكتب عنه ويوثقه.