قاضي عبد الله بن مرزوق في مرضه، حدثنا سلامة قَالَ: قال عبد الله بن مرزوق: يا سلامة، إن لي إليك حاجة. قُلْتُ: وما هِيَ؟ قَالَ: تحملني فتطرحني على تلك المزبلة لعلي أموت عليها، فيرى مكاني فيرحمني.
[1] .
انقطع إلى عقبة بن جعفر بن الأشعث الخزاعي، وكان أميرا على الرقة، فمدحه [في] [2] أكثر شعره، وكان أبو الشيص سريع الخاطر، الشعر عليه أهون من شرب الماء.
روى أبو بكر الأنباري، عن أبيه، عن أحمد بن عُبَيْد قَالَ: اجتمع مسلم بن الوليد، وأَبُو نواس، وأبو الشيص، ودعبل في مجلس، فقالوا: لينشد كل منكم أجود ما قال من الشعر، فَقَالَ رجل كان معهم: اسمعوا مني أخبركم بما ينشد كل منكم قبل أن ينشد. قالوا: هات. فَقَالَ لمسلم: أما أنت فكأني بك قد أنشدت:
إذا ما علت منا ذؤابة واحد ... وإن كان ذا حلم دعته إلى الجهل
هل العيش إلا أن تروح مع الصبى ... وتغدو صريع الكأس والأعين النجل
قَالَ: وبهذا البيت لقب «صريع الغواني» لقبه به الرشيد. / فقال له مسلم:
صدقت.
ثم أقبل على أبي نواس فقال لَهُ: وكأني بك قد أنشدت:
لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند ... واشرب على الورد من حمراء كالورد
تسقيك من عينها خمرا ومن يدها ... خمرا فما لك من سكرين من بد
فقال لَهُ: صدقت.
ثم أقبل على دعبل فقال لَهُ: كأني بك وقد أنشدت:
أين الشباب وأية سلكا ... لا أين يطلب ضل بل هلكا